Test Footer 2


“الشروق” تكشف عن كواليس حياة “الفتي الذهبي” داخل سجن الحراش





يستيقـــــظ على صوت مفاتيـــــــح السجّان ويصــــــلي.. وشقيقــــــه زاره في أول أسبـــــوع
انقضى أقل من أسبوعين على دخول الفتى الذهبي إلى سجن الحراش، غير أن سرية تامة تطبع ظروف إقامته وفضول كبير يشغل المساجين بعد ما أضحى موضوع الخليفة حديثهم المفضل، خاصة أن هذا الأخير ومنذ اليوم الأول لدخوله إقامة الحراش “لم تتسرب عنه أية معلومات، بل هناك تعليمات فوقية بفرض حراسة شديدة حول العيادة التي نقل إليها في ثاني يوم، حيث تم فرض حراسة خاصة على جناحه يشرف على مراقبتها أعوان تم استقدامهم من خارج المؤسسة العقابية.

"الفتى الذهبي” وحكاية السجون في لندن والحراش
 شكل دخول الخليفة الجزائر حديث الكثيرين، بعد غياب ظل حاملا الكثير من علامات الاستفهام حول ملف وصف فيه عبد المؤمن ببطل فضيحة القرن، حيث أثار ضجة إعلامية قبل ترحيله، ويوم دخوله الجزائر مكبلا صار محل اهتمام إعلامي محلي وحتى أجنبي، باعتبار أن ملفه أحيط لحد الساعة بسرية كبيرة، حيث لم يظهر له محامي ليكشف الأسرار الجديدة المنتظرة ولم تتسرب معلومات عنه سوى أنه دخل سجن الحراش، ومن هنا كانت فكرة التقرب من هذا السجن الذي يقبع به الملياردير الذي هرب وعاد بعد أن وقع في قبضة العدالة. كانت البداية بطبيعة الحال بالتنقل إلى المؤسسة العقابية في حدود الساعة العاشرة صباحا للوقوف على كواليس حياة هذا الفتى وهو فاقد لحريته، وبعيدا عن “بودي ڤارداته” الذين كانوا يحيطون به، وعن سهراته الملكية بعدما تعود على حياة البذخ، وعلى غير العادة كانت المؤسسة العقابية محاطة بحراسة أمنية مشددة، مما يوحي أن هناك تعليمات صارمة أعطيت للقائمين على أمن السجن بزيادة الرقابة، فالفتى الذهبي الذي اقترن اسمه بأسماء ثقيلة ونافذة أضحى اليوم سجينا من نوع خاص,

 
عيادة السجن.. فندق 5 نجوم لنزلاء فوق العادة
سجن الحراش أضحى فندق بخمس نجوم.. هذه هي العبارة التي يرددها زوار سجناء الحراش من عائلات وغيرهم وذلك في محاولة لتصوير ما تشير إليه المعطيات المتوفرة من داخل مؤسسة سجن الحراش عن أن الإدارة حرصت على أن يكون عبد المؤمن خليفة معزولا عن باقي المساجين وأنه لم يعش منذ اليوم الأول من دخوله المؤسسة العقابية في ظروف غيره من السجناء نفسها، حيث إنه لم يقض يوما واحد في زنزانة تضم عددا من المساجين. كما لم يختلط بهم، ولم يتمكن أحد من مشاهدته لحد الساعة، حيث نقل عبد المؤمن خليفة بعد تحويله من سجن البليدة مباشرة إلى سجن الحراش ومنها إلى جناح خاص في عيادة السجن التي تضم هي الأخرى المتضررين من مرضى السجناء، حيث نقل إليها بعد أول يوم من تحويله ولا يزال يرقد بها في جناح خاص لحد الساعة هروبا من الاحتكاك والضغط الذي قد يواجهه أو قد يتعرض لمكروه، لا سيما وأن بطل فضيحة القرن، تحول إلى نجم السجن بحكم أنه شد الانظار كلها إليه، ومع ذلك سيطرت أوضاع الفتى الذهبي على أحاديث المسجونين وحتى الحراس والمسؤولين، حيث حظي دخول الفتى الذهبي باهتمام كبير لدى المساجين، حسبما أكدته عدد من عائلات المساجين الذين التقيناهم، وأكدوا استنادا للقاءاتهم مع المحبوسين أن الحديث يدور حول مصير السجين المدلل الذي لم يدخل كغيره من السجناء، ولم يستضف كغيره، فهو نقل مباشرة إلى عيادة المؤسسة العقابية التي تقيم فيها منذ دخوله ولا أحد يعلم ظروفه هناك، غير أن الأمر المؤكد أنه يحظى بظروف راحة تامة، لا سيما أنه تم تهيئة وتجهيز العيادة التي يقيم بها قبل قدومه، ومع ذلك لم تتجاوز ظروف إقامته الحد المسموح به من الإجراءات الأمنية الضرورية على غرار نزع الأشياء الثمينة كالساعة وغيرها.
إذن فإن الفتى الذهبي ينام ويعالج في هذه العيادة التي تعتبر بمثابة فندق 5 نجوم بالنسبة للسجناء من الوزن الثقيل، حيث سبق أن عاش عاشور عبد الرحمان، بطل فضيحة اختلاس 2100 مليار سنتيم السيناريو نفسه بعد دخوله السجن، إذ تم تحويله في وقت سابق إلى العيادة الموجودة في السجن، لضمان عدم تعرضه للشروط والقوانين الداخلية التي يتم فرضها على كل السجناء، واستفادته من العناية اللازمة وكأنه سجين فوق العادة، فضلا عن أنه أرفق بتقارير طبية ما استدعى أن يكون تحت المعاينة الطبية باستمرار وتسليمه الدواء حسب الوصفة المحددة له من الطبيب دون ترك هذا الدواء في متناوله، خاصة إذا كان من الأدوية المهدئة للأعصاب بمنعه من الاستهلاك الفردي مخافة أن يستغل هذه المهدئات التي يتناولها في عمل جنوني، حيث يعاني الخليفة ـ حسب صحيفة أجنبية ـ من ضغوطات نفسية استدعت تناوله لهذا الدواء وحذرت من إمكانية انتحاره.

 
رقابة خاصة وطاقم طبي خاص
أكدت مصادر لـ«البلاد” أن بصحبة عبد المؤمن خليفة طاقم طبي خاص، وفريق حراسة خاص يعملون على مراقبة الجناح الذي يقيم به في العيادة، وأضافت أن الفتى الذهبي وإن كان يعيش بعيدا عن الاحتكاك بباقي المساجين إلا أنه يعامل كسجين داخل المؤسسة العقابية، حيث إنه ملزم بالنهوض صباحا على الساعة السابعة كباقي المساجين، كما أنه يصلي. فيما أكد مصدرنا أن الأطباء المشرفين عليه يخضعون إلى تفتيش دقيق ومراقبة، لما يمكن أن تتسرب من داخل العيادة من أحاديث أو معلومات وهو ما تثبته السرية التي يحاط بها جناح “الفتى الذهبي” والذي لا يقترب منه حتى أعوان الحراسة العاملين بسجن الحراش والذين أكدوا أن المعلومات شحيحة جدا حول عبد المؤمن، في ظل الرقابة الشديدة المفروضة على جناحه الذي يخضع لحراسة خاصة، حيث تم استقدام أعوان أمن من خارج المؤسسة العقابية، تجهل الهيئة المستخدمة لهم، وهذا خوفا ـ حسب المصدر ـ من احتمال انتحاره أو تعرضه للتصفية، بحكم أن ملف عبد المؤمن خليفة له حساسيته وبالتالي يستوجب أخذ كافة الاحتياطات اللازمة.

 
العائلة لم تزره منذ دخوله السجن، باستثناء شقيقه، والفتى الذهبي دون محامي
أكدت مصادرنا أن زيارات الفتى الذهبي من قبل عائلته قليلة جدا بعد مرور أسبوعين، حيث إنه لم تسجل زيارة أي من أفراد عائلته، ما عدا شقيقه الذي تحصل على ترخيص لرؤيته في أولى أيام نقله إلى سجن الحراش. أما عن تعيين دفاعه فأكدت مصادر قضائية لـ«البلاد” أن محامي عبد المؤمن خليفة لم يتحدد بعد، وأضاف أن نقابة البليدة لا تملك أي معطيات حول المحامي الذي يتأسس في حين تم تداول اسم محامي فرنسي من المنتظر أن يتقدم بطلب للدفاع عن عبد المؤمن، غير أن نقابة البليدة لم تتلق أي طلب لحد الساعة، وربط المصدر عدم تعيين أي محامي للخلفية لحد الساعة بحساسية الملف اللذي اقترن بعدة استفهامات حول مدى توسيع التحقيقات لجهات أخرى متورطة مع عبد المؤمن خليفة.


لا تنسى دعمنا بلايك إن أفادك الموضوع و شكرا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق