Test Footer 2


حفيظ دراجي خسرنا ولم ننهزم

خسارة المنتخب الوطني في ذهاب المباراة الفاصلة المؤهلة لكأس العالم أمام بوركينا فاسو كانت قاسية ومؤلمة ولكنها لم تكن مرة ولا مؤسفة، بل كانت مجرد عثرة لمجموعة من الشبان "الرجال" الذين أدوا مباراة بطولية كبيرة من كل الجوانب الفنية والتكتيكية والبدنية والنفسية، وبرهنوا على قدراتهم وتحسن أدائهم ومستواهم من مباراة لأخرى، وأظهروا قدرات عالية في تحمل أعباء ظروف مناخية صعبة وأخطاء تحكيمية فادحة وتجاوزوا نقص المنافسة لدى الكثير من اللاعبين. الجزائريون في واغادوغو خسروا مجرد شوط أول، لكنهم لم ينهزموا، لأنهم ربحوا منتخبا وحققوا نتيجة تسمح لهم بلعب الشوط الثاني في البليدة بمعنويات وطموحات كبيرة للتأهل بجدارة إلى المونديال المقبل، كما أكدوا ثقة جماهيرهم فيهم وفي جيل جديد يريد تعويض إخفاقه في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة، ويريد إسعاد جماهير لم يتبق لها سوى منتخب كرة القدم ليصنع لها الفرجة والفرحة ويعزز فيها الانتماء لوطن عليه الانتظار مرة واحدة كل أربع سنوات لكي يشعر أبناءه بالاعتزاز به. التحكيم من جهته كاد أن يكون رائعا لولا الخطأ الفادح الذي ارتكبه في نهاية المباراة باحتساب ضربة جزاء خيالية شاهدها الحكم المساعد في المنام، ولكن تلك الضربة هي التي ستحفز عناصرنا في مباراة العودة وتعطيهم القوة لرد الاعتبار فوق الميدان بمساعدة جماهيره الوفية التي كانت رائعة في بوركينا، وستكون أروع في البليدة مثلما سيكون لاعبونا الذين سيكسبون المزيد من الحنكة بفضل مباريات من هذا النوع حتى عندما يخسرونها ويخسرون لاعبين لن يشاركوا في مباراة العودة بداعي العقوبة. صحيح أن كرة القدم تتطلب المهارة والبراعة الفنية والتكتيكية والبدنية، لكنها تقتضي الكثير من الرجولة التي لمسناها في لاعبينا من خلال صمودهم وردهم على الأهداف التي تلقوها بكل قوة وعزيمة، وصحيح أن الخسارة في الكرة هي خسارة بالأهداف والنقاط، ولكنها ليست هزيمة تنقص من العزيمة أو تفقد الحظوظ في التعويض بعد شهر من اليوم في البليدة. ما أظهره الخضر في بوركينا فاسو يعد بالكثير، وتجاوب الجماهير ورضاهم على الأداء والروح العالية يعزز الأمل في مستقبل سيكون دون شك أفضل بالمزيد من التشجيع للشبان والصبر على هفواتهم وأخطائهم التي لاتزال تتكرر من بعض اللاعبين، لكنها ستزول مع الوقت دون شك بالمزيد من التركيز في المباريات المقبلة، خاصة وأن الانتصار يأتي دائما بعد الانكسار، وبعد إخفاقنا في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة سنتألق في المونديال المقبل، لأن غايتنا ليس فقط التأهل إلى النهائيات، بل التألق والتأهل إلى الدور الثاني في مونديال البرازيل، والفوز بكأس أمم افريقيا في المغرب، والاستمرار في التألق لتحقيق نتائج أخرى تاريخية في المستقبل، لأن وطنا من حجم الجزائر وشعب في قيمة الشعب الجزائري يستحقان كل التضحيات والإنجازات. * نقلا عن الشروق الجزائرية
لا تنسى دعمنا بلايك إن أفادك الموضوع و شكرا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق